جميلة: تتجاوز مشكلة فقدان الرؤية بتعلمها القراءة والكتابة..

استطاعت جميلة الطعاني التي لم تعرف قدماها طريق المدرسة مطلقا ، من ان تتجاوز مشكلة فقدان الرؤية وضعف البصر التي صاحبتها منذ الصغر ..

وتمكنت من ان تتعلم القراءة والكتابة بطريقة( برايل) وتؤهل نفسها من خلال الدورات التدريبية لتؤسس الى جانب زميلاتها لنموذج اردني بامتياز يستحق ان يقدم للعالم بمناسبة يوم الرؤية العالمي .

فالاهتمام بضرورة تأهيل وتدريب من يعانون من العمى وفقدان البصر ، والعناية بصحة العين وضمان المساواة في الحصول على خدمات الرعاية الصحية - كما حدث للطعاني وزميلاتها - هو ابرز ما ركزت عليه منظمة الصحة العالمية في احتفالها بيوم الرؤية العالمي الذي يوافق غدا الخميس .

" كانت لدي رغبة شديدة في البدء من جديد، وتعلم القراءة والكتابة، بعدما فقدت الامل بالعلاج، وبعد ان حرمني الخوف والحرص الزائد من قبل الاهل من الذهاب الى المدرسة مع شقيقاتي ، والآن بامكاني قراءة القران الكريم اضافة الى مطالعة المجلات ، وفقا لقول جميلة لوكالة الانباء الاردنية (بترا).

مديرة المركز السعودي لتأهيل وتدريب الكفيفات ايناس الطائفي تقول لقد تمكنت جميلة من اجتياز الكثير من الدورات التدريبية التي يقدمها المركز مثل: دورة الثقافة الاسلامية، حياكة الصوف، الاشغال اليدوية، والتغذية والتصنيع الغذائي، وتفوقت في دورة المقسم بحصولها على تقدير ممتاز.

وتكمل جميلة حديثها : حصلت على جائزة الحسن للشباب ، واسهمت مع زميلتي هيام الدهيني واسراء ابو الكشك في انشاء مشروع غذائي ظفر بالمركز الثاني في فئة المشروعات الاولى في مسابقة انجاز للشركات العام الجاري.

من جهتها تقول اسراء التي تعاني من فقدان البصر وحاصلة على البكالوريس في الادب الانجليزي بتفوق ان مشروع الشركة التي تحمل اسم (شروق الشمس) عبارة عن (سندويشة ) بغلاف خاص يحتوي على معلومات وحكم ، ومعقم يدين ، لتؤكد الشعار الذي اخترناه للمنتج وهو (فكرة وصحة وغذاء).

اما هيام المتطوعة في برنامج (انجاز) في مسارين هما: اعمالي مسؤوليتي، والاقتصاد واساس النجاح " ان هذه المشاركة اكسبتنا مهارات متعددة والثقة بالنفس ومكنتنا من الاحتكاك مع المجتمع الخارجي". وتبين مديرة المركز ان المركز الذي يقدم خدماته مجانا للمنتسبات من جميع الدول العربية، حقق انجازا كبيرا بإنشائه صفا خاصا للكفيفات من ذوي الاعاقة العقلية ، وعبرت عن فخرها , والعالم يحتفل بيوم الرؤية العالمي بوجود فتيات في المركز استطعن الحصول على اجازات في حفظ وتجويد القران الكريم.

وتوضح : اننا نعتمد في تأهيل ضعاف البصر على اراء وتقارير طبية صادرة من قبل متخصصين تساعدنا في الاستفادة من البقايا البصرية لمن يطلب الخدمة. ويعقد المركز السعودي لتاهيل وتدريب الكفيفات دورات في الثقافة الاسلامية، والتجويد وحياكة الصوف والنول اليدوي، والتغذية والتصنيع الغذائي , ودورات في مجالات المقسم والرخصة الدولية لقيادة الحاسوب(اي سي دي ال)، والاشغال اليدوية والتجميل .

رئيس قسم العمى والصمم في وزارة الصحة الدكتور سيف الدين صالح يقول ان نسبة انتشار العمى وفقدان البصر في الاردن اقل من واحد في المئة مشيرا الى ان هذه النسبة مطمئنة الى حد كبير .

ويضيف ان الاردن من الدول القليلة التي اجرت دراسة لمعرفة معدل انتشار العمى وضعف البصر بين المواطنين ، وهو من الموقعين على مبادرة ( الرؤية 2020 : الحق في الإبصار) والتي أنشأتها منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية للوقاية من العمى.

ويبين الدكتور صالح مدير برنامج مكافحة العمى ان وزارة الصحة قامت بتدريب الاطباء العامين في مستشفى البشير والمراكز الصحية على طرق اكتشاف حالات العمى مبكرا وطرق التعامل معها ومن ثم تحويلها الى اطباء الاختصاص مباشرة .

وتولي الصحة المدرسية اهتماما كبيرا بأمراض العيون لدى الطلبة منذ الصف الاول الابتدائي ويتم صرف نظارات مجانية لطلبة الصفوف الاساسية ممن تثبت لديهم مشكلة في الرؤية وضعف البصر .

ويعلل الدكتور صالح الاهتمام العالمي بمشكلة العمى وضعف البصر لوجود مشكلة حقيقية في بعض دول العالم ينبغي التنبه اليها مؤكدا ضرورة الاهتمام بصحة العين من خلال الكشف الدائم والمبكر ومراجعة طبيب العيون، خاصة الذين يعانون من مضاعفات السكري تحسبا لاصابتهم (بالعمى غير المبرر) .

ويشير الى ان تأكيد منظمة الصحة العالمية لهذا العام على ضمان استفادة الجنسين (الرجال والنساء) من خدمات الرعاية للعين على قدم المساواة ، يعود الى ان بعض مناطق العالم تفرق بين المواطنين في الحصول على الخدمات الطبية ، على اساس الجنس والمناطق، مبينا ان الاردن يوفر الخدمات الصحية بالتساوي للجميع .

ويُحتفل بيوم الرؤية العالمي في ثاني يوم خميس من شهر تشرين الاول من كل عام لإذكاء الوعي وحثّ العالم على الاهتمام بالعمى وضعف البصر وتأهيل الاشخاص المصابين، كما يمثل هذا اليوم فرصة للدعوة من أجل الوقاية من العمى والترويج لمبادرة ( الرؤية 2020: الحق في الإبصار) .

وتشير الارقام المسجلة لدى المنظمة ان معظم حالات ضعف البصر على مستوى العالم منتشرة بين الفئة العمرية 50 سنة فما فوق للرجال والنساء.