التخطي إلى المحتوى الرئيسي

البساطة والوحدة والتكامل أهم ما يميز العمارة الإسلامية..


الفن على أسس وقيم حضارية راقية، هذا ما تحاول كلية العمارة والفنون الاسلامية في جامعة العلوم الاسلامية العالمية انجازه منذ اثني عشر عاما من خلال برنامج اكاديمي يعتبر الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي والمنطقة . تاسست الكلية في جامعة البلقاء التطبيقية مع مطلع العام الجامعي 1998 / 1999، وكانت تتبع لها إلى أن تم الحاقها بجامعة العلوم الإسلامية العالمية عند انشائها العام 2008 .
تعتبر الكلية وفقا لقول عميدها الدكتور منور المهيد , الوحيدة التي تدرّس بكالوريوس الفنون الاسلامية في العالم وفق منهاج اكاديمي لتكون بذلك راعية لهذا الفن الاصيل الذي جاء بفضل مبادىء الحكمة الاسلامية التي كان لها التأثير الكبير في نفوس المسلمين، فأبدعوا بإلهاماتهم نتاجات عظيمة في هذه الفنون .

ويضيف لوكالة الانباء الاردنية (بترا) واول ما ظهرت هذه الفنون , في فن الخط الذي دونت فيه آيات القرآن الكريم ، ثم في فنون التذهيب والتوريق ، والزخرفة الهندسية والنباتية، ثم في فنون الصنائع المختلفة ، كصنعة الخشب، والزليج، والجص المعشـق بالزجاج الملون، وصنعة النحاس، ثم في فنون العمارة الإسلامية المختلفة.

ويقول الدكتور المهيد ان تدريس الفنون الاسلامية موضوع جديد وينفرد به الاردن مشيرا الى ان هذا الفن يعتبر من أعلى العلوم الموجودة على الارض بحكم انه علم نافع من جهة ولحمله قيما حضارية راسخة من جهة اخرى كقيمة الفضل والزهد والجود والعرفان.

ويضيف: ان الفن الاسلامي يعتبر فنا علميا لاكثر من سبب كدخول المعرفة فيه والحكمة والرياضيات , لذلك يسمى بالفاضل، وقديما كانت النظرة السائدة تتجه الى الطبيعة القيمية للفنون وليس الطبيعة الكمية، ونقول هذا الفن فاضل لانه يبنى على هندسة موجودة في الوجود بحيث تكون المعاني والمباني وحدة واحدة، معتبرا ان مهمة الفن الفاضل هي تذكير الانسان بالخالق عز وجل.

المهيد الذي درس الفن والعمارة الاسلامية يرى ان الكلية التي تعتني بهذا الفن وسائر الفنون الاسلامية الاخرى بحاجة الى تسليط الضوء على انجازاتها الاخرى.

ويوضح ان الكلية تدرّس موضوعات التصميم الداخلي وادارة المشاريع ، وتمنح درجة الماجستير في ثلاثة تخصصات هي: الفنون الإسلامية والتصميم الداخلي والعمارة الإسلامية.

وتدرس الكلية كذلك الفنون الإسلامية تدريساً أكاديمياً راسخاً يقوم على الفهم النظري والمعرفي العميق لأصول الفنون الإسلامية التقليدية ومنابعها وفلسفتها وأهدافها ومكانتها من الموروث الإسلامي واستيعاب القيم الجمالية ومعانيها السامية.

وتعنى الكلية بجانبي الفن الإسلامي المعرفي والتطبيقي منطلقةً من مبادئ الحكمة الثابتة المرتبطة بضروريات الحياة الإنسانية التي هي عند الصانع والمستعمل على حد سواء، ففيها تذوب الفوارق بين الفن والصنعة، وتتلاشى المسافة بين الجمال والاستعمال.

وترى هناء حجازي احدى المدرسات في الكلية في مادة توريق وتذهيب المخطوطات ان الفن الاسلامي بحد ذاته فن يقدر الجمال، مع تركيزه على الجوهر بعيدا عن الشكل الخارجي.

وتقول زميلتها ليالي عربيات ان هذا الفن يفتح امامنا ابوابا تدعونا الى التفكر في الكون وسائر مخلوقات الله عز وجل ، مشيرة الى الاحساس بالراحة الكبيرة عند النظر الى الزخرفة الهندسية الى جانب الفنون الاخرى التي تصمم وفق اسس الفنون والعمارة الاسلامية. ولان فن الخط يعتبر نواة وأصل الفن الاسلامي بشكل عام، فقد اهتمت الكلية بتدريس علم واصول ومبادىء واسس الخط كما يقول الدكتور إدهام حنتش استاذ الخط في الكلية.

ويضيف: اننا ندرس كل ما يتعلق بفن الخط بجميع جوانبه العلمية والتعليمية معتمدين على نشاط الطالب بالدرجة الاولى ومدى تقبله للموضوع وتبنيه للامر , ومن ثم ننتقل من مرحلة العلم والتعليم الى الفن القائم على التصميم والابداع والانتاج المتميز بحيث يستطيع الطالب تقديم ما يعبر عن ابداعه الذاتي.

من جهته اعتبر عميد كلية الهندسة بجامعة ال البيت الدكتور علي ابو غنيمة ان البساطة والوحدة والتكامل من اهم ما يميز العمارة الاسلامية، بسبب وجود الاشكال الهندسية واللون واستخدام الخط في الزخرفة بهدف اعطاء جمالية ذات معنى خاص، مشيرا الى سمة الهدوء التي يشعر بها كل من يتعامل او يتفاعل مع هذه العمارة.

ويقول: ان العمارة الاسلامية كانت على مر العصور متسامحة بحيث انها راعت طبيعة كل مكان برغم الاختلاف الذي من الممكن ان يحدث في اللغة المعمارية والتي تتمثل في استخدام مواد من المكان ذاته على عكس الحضارات الاخرى.

يشار الى ان كلية الفنون والعمارة الاسلامية تحتوي على عدة مشاغل منها: الخشب، والنحاس والزليج والجص ، ومشغل خاص بالخط العربي، الى جانب مشاغل اخرى خاصة بالزخرفة النباتية، والهندسية، والمنمنمات الإسلامية.
نشر في:
صحيفة الغد 
صحيفة الدستور
موقع المدينة 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الخبز المنزلي يشيع اجواء الحنين الى الماضي وموروثه

حفنات من الطحين وبعض الماء وقليل من الملح تكفي لصنع العجين تمهيدا لخبزه في فرن المنزل لتشيع معه اجواء الحنين الى خبز الام كما تغنى الشاعر ذات يوم . ومع انتشار المخابز في المملكة وارتفاع سعر الطحين غير المدعوم وتقاعس ربات البيوت فان معظم بيوتنا تفتقد ومنذ سنوات ليست بالقليلة للخبز المنزلي ذي الطعم المختلف ، كما تقول فاطمة لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) . وتضيف: قاربت على الستين من عمري ، وما زلت افضل شراء القمح بالكيلوغرام , انقيه من الشوائب واغسله وآخذه الى المطحنة وبعد ذلك اعجنه واخبزه في البيت مشيرة الى سعادتها التي لا تقدر بثمن عندما ترى نتاجها البسيط المتمثل بخبز القمح على مائدتها وبين يدي افراد اسرتها. لا يزال الباحث الشعبي نايف النوايسة يستذكر الحركات الطريفة والاتقان في عملية رق العجين من قبل نمر , ذاك (الفران) الذي اتى من فلسطين اواخر الخمسينيات من القرن الماضي للعمل في قرية المزار الجنوبي بمحافظة الكرك .

حارس البوابة إذ ينتقل إلى الصحافة الإلكترونية

يمثل حارس البوابة في الصحافة حجر عثرة أمام تقدم أي مؤسسة صحفية، وهذا عائد لكم الأخبار التي تلقى من قبله في سلة المهملات  بحجة عدم صلاحياتها للنشر لأنها تمس أشخاص، أو مؤسسات أو لأن الأخبار نفسها غير مشوقة ولا غير جذابة ولا تحمل أي جديد. وفق هذا المبدأ، قامت في الأردن بداية التسعينيات وبعد عودة الحياة البرلمانية وتعديل قانون المطبوعات والنشر، تجربة جديدة في الصحافة الاردنية تمثلت بصحيفة أخر خبر التي كان يعمل ناشرها في صحيفة رسمية. هذا الناشر، كأن يأخذ الأخبار التي تلقى هنا وهناك ـ في صحيفته ـ  ويعيد النظر في زاوية المعالجة فيها، ومن ثم يقوم بنشرها في صحيفة أخر خبر التي أسسها، وكان تصدر بشكل أسبوعي، ويخبر الناس بالأخبار التي منعت في تلك الصحيفة الرسمية..