مع إيقاف مؤسس موقع ويكيليكس "جوليان أسانج" من قبل السلطات البريطانية لمدة (14) يوما، بمتهمة الاغتصاب التي تقدمت بها فتاتين، فإن هناك قضايا عدة قد تشغل تفكير "أسانج" طوال هذه المدة، وهو خلف القضبان.
هذه القضايا قد تكون شخصية أو عائلية، وقد تتعلق بمستقبل موقع ويكيليكس الذي يبدو أنه لا زال في جعبته الكثير..
القضية (1): أن لا يسلم إلى أمريكا..
تعتبر الولايات المتحدة من أكثر الدول المتضررة من تسريبات موقع ويكليكس، حيث أن التسريبات طالت شخصيات أمريكية ذات مستوى رفيع، كما طالت أيضا حلفاء لأمريكا في العالم العربي، كما طالت أيضا أماكن تعتبرها الولايات المتحدة حساسة.
محامية "أسانج" جنيفر روبنسون علقت على هذه القضية تحديدا فقالت: "اذا جرى تسليمه الى الولايات المتحدة، الامر الذي يشكل تهديدا فعليا، فان امكان (اجراء) محاكمة عادلة يصبح في رايي شبه معدوم".
كما تخشى روبنسون من تعقيدات قضائية تنتهي بهذه بالقضية ككل امام المحاكم الاميركية.
القضية (2): مهمة ويكليكس الأساسية..
منذ أن بدأ موقع ويكيليكس بالعمل، كانت المهمة الأساسية التي خطط لها "جوليان اسانج" هي القيام بجمع الوثائق، وتسريبها إلى صحف ذات شأن وتملك مصداقية وموضوعية بمستوى مرموق، ولا تخضع للضغوط، وقد ترك لهذه الصحف التحقق من صحة الوثائق من خلال محرريها كلٌ حسب اختصاصه، بحيث أخذت بعض الصحف مدة شهر تقريبا في التدقيق في صحة المعلومات الواردة في الوثائق، ولذلك يتوقع أن هذه الصحف تمتلك "رصيدا" لا بأس به من الوثائق، ما زال بعضها قيد التحقق، والتحضير للنشر.
لذا، فإن التسريب لن يتوقف سواء اعتقل "أسانج" أو تم الإفراج عنه، فالمهمة ما تزال قائمة، وهذا ما أكده "أسانج" بنفسه من انه اتخذ كل التدابير لضمان مواصلة عملية النشر، مهما كان مصيره الشخصي.
فيما قال جيمس بول احد المتعاونين مع ويكيليكس لوكالة لفرانس برس "كل شيء محسوب، كل ذلك سيستمر كما كان. هذا كل ما يمكنني قوله".
القضية (3): النوم العميق..
وضع الخيار في هذه المرتبة لاعتقادنا أن مؤسس ويكيليكس عندما اختار هذه المهمة كان أكثر الناس إدراكا أنه لن يهنأ بعد ذاك اليوم لأنه سلك الطريق الأصعب منذ أن بدأ في تأسيس الموقع، ومنذ حصوله على أول وثيقة..
لذا، فإن هذه المدة خلف القضبان قد تمثل لـ "أسانج" فرصة للراحة من التنقل والعيش خلف الستائر، وتوفر له أيضا الأمان الذي لم يعرفه منذ زمن طويل.
وهذا ما تؤكده وجهة نظر القاضي الذي أصدر الأمر بسجن "أسانج" حيث قال إنه :"سيتمتع ـ أسانج ـ بأمن أكبر في السجن أكثر مما لو كان خارجه، حيث من الوارد ان يسعى أحدهم لاستهدافه.
وقد تمثل ذلك في مطالبة كبير مستشاري رئيس الوزراء الكندي، الذي دعا باراك اوباما صراحة منذ الساعات الأولى لنشر الوثائق السرية، وفي حوار بثته قناة "سي بي سي" الكندية الى تصفية جوليان أسانج جسديا.
القضية (4): رسالة ويكيليكس
نجح ويكيليكس من خلال مؤسسه في بناء شبكة علاقات مهمة سواء مع الصحف التي تنشر وثائقه، أو مع الناشطين في مجال تعزيز حرية التعبير ومنظمات حقوق الإنسان.
وهذا المنظمات والشخصيات الناشطة ساعدت "ويكيليكس" بعدة طرق منها: دعم رسالة الموقع الأساسية، بحيث يبقى الموقع على شبكة الإنترنت بعد أن قامت أمازون بإزالته، بحيث وفرت العديد من السيرفرات التي من الممكن أن تستضيف الموقع على شبكة الإنترنت، وبالتالي من الصعوبة بمكان إيقاف الموقع لإنه يظهر بعناوين وأسماء مختلفة يصعب على أي "هاكر" الوصول إليها وينتفي هنا عنصر المفاجأة ، وبالتالي نجح الناشطون في بناء شبكة من المواقع "الويكيليكسية" عالمياً، حافظت على الموقع، وتبنت رسالته.
وعند اعتقال "أسانج" أبدى مؤيدو مؤسس موقع "ويكيليكس" استعدادهم لتوفير 100,000 جنيه استرليني ككفالة مالية لإطلاق سراحه.
القضية(5) القلق..
قد تنتاب "أسانج" مخاوف من تعرض ابنه للقتل بعد أن جاءته تهديدات بذلك نُشرت على بعض المدونات على شبكة الإنترنت..
كلمة أخيرة: ما عدا ذلك، فإن موسس موقع ويكيليكس سوف يكون في أسعد (14) يوم في حياته، لم ولن يرى مثلها..وسوف يغتنمها..
ـ بماذا ..
ـ ..
تعليقات
إرسال تعليق